13‏/12‏/2010

وخز الابر


اخذت الخيط والابرة لاخيط التمزق في ثوبي وحين باشرت الخياطة نحزتني الابرة ، صرخت امسكت باصبعي ووضعته في فمي رائيت نقطة دم فنهارت اعصابي تالمت خفت ، ثم ضحكت هزتني ضحكة قوية داخل اعماقي وتسألت ماهذا ؟
هل لمثل هذه الوخزة اثير كل تلك الجلبة؟
اكانت تؤلمني ام هي من باب المبالغة المطقنة منا نحن بني البشر ؟
الامتني الوخزة للحظات لن اتمكن من حسابها بمواقيت زمنية وما هي الا اشارة قام بها الدماغ لينبأتي بخطر اكبر قد يحدث ؟
وانا جعلتها كارثة اصابت الكون وليس رائس الشاهد।
ماذا هل هي وخزة ابرة ام هي راصاصة تخرق جسد طفل في فلسطين ؟

هل هي وخزة ابرة ام هي قنبلة القيت فوق بيوت ال غزة المقهورين؟
اكانت وخز ابرة اهم ضميري العربي المسكين نائم وازعجته بتلك الوخزة ؟
كيف لي ان أتالم وانا اخيط هذا التمزق الصغير في طرف ثوبي وانا اجلس امام التلفاز اتفرج على معانات امتنا العربية المعذبة في غزة وكأن الامر لا يعنيني ،

ولم تألمني تلك الصور لم يزعجني ذاك التمزق الذي تعاني منه القدس ما بين يهود محتلين وعرب متخاذلين ؟ ،
نعم الامر لا يهمني انه لا يوخزني فقد اكتفيت من البكاء وذرف الدموع على الحلقة الاخيرة من المسلسل التركي كان جدا مؤثر وتافه كيف يمكنني ان اذرف المزيد من الدموع ،لأن دموعي عزيزة وليس من السهل ان اذرفها على اخوننا أولائك الفلسطينين ।
ساكمل ترقيع التمزق في ثوبي ولن اسمح للابرة ان تثنيي عن عزيمتي فهذا الثوب سالبسه في مناسبة من اتفه المناسبات الاجتماعية وساضهر به بأسؤا الصورة القبيحه لاكون الاوله كنجمة واغيظ قريناتي من اخطن ثيابنهن وعانين وغز الابر ولم يكترثن لو
غز الضمير ومصصنا الدماء من رؤس اصابعهن ولم يتالمن من دماء شهداء فلسطين ।
اه ايها الاصبع المسكين يالمني ما اصابك فانا لن اتمكن اليوم من لبس ذاك الخاتم الثمين ساريحك اليوم من ثقله وسالبسه في مناسبة تعيسة اخرى ؟
اتممت مهمتي الجهادية وتمكنت من خياطة ذاك التمزق اللعين ونهصت من على كرسي الوثير وبدأت الاستعدادت التي بدت كطقعوس دينية نمارسها نحن التافهات امام جلالة المراءة لنستعد ونضهر باقبح هيئتنا السخيفة وباصباغ تليق بالمهرجين وثياب مهما اخطنا منها التمزق ما هي الا كاشفة لمفاتننا ولا تسترنا يوم الدين وانا كلي لهفة للخروج ولا اطيق الصبر على هذه الطقوس اللعينة اريد ان انتهي واريد ان اسرع والحق بصديقاتي لنضحك ونهلوس ونأكل لحوم البشر ونرقص على إيقاعات الشياطين نترنح ونتضاهر بالسعادة للأني كنت قد خرجت مسرعة ولم انسا ان اغلق جهاز التلفاز وتلك الصورة الغاية في الجمال والروعة قد زورعت في ذاكرتي اثناء خروجي لطف
ل يحمله ابيه مضرج بالدماء وام تبكي ابناءها الشهداء واخت سولبت شرفها في المعتقلات وغزة تموزقها في ازدياد ،لا لن اكترث لتلك الصور والمشاهد لا تهمني حتى ان امسكت الابرة ووغزتني مئة مرة فئنها لن تساعدني في خياطة غزة الممزقة ، انا لست سوا كيان ضعيف ساعيش وعيناي مغمضة وذاكرتي تمحو مثل هذه الصورة البشعة وسابكي وخز الابر ولن اكترث لوخز الضمير رغم انه اكثر ايلاما وقصوة
بل ساخرج كل ثيابي ساخيط حتى التي ليس فيها تمزق انها مهمة سهلة اما غزة فليتولاها رب العباد انا لست مجاهدة ولست فلسطينية انا انسانة تفاهة الهوية امشي الخيلاء وادعي الكرامة واكبرياء رغم اني اضغتهم منذ زمن او قد يكونو قد حرقو داخل احد البيوت الفلسطنية فانا لست احتاج لمثل هذه الاشياء التافها انا اعيش اليوم ولا ادري ماذا يحدث غدا قد تخزني ابرتي مرة اخرى ولها اتألم اما صور تلك البلاد التي هي من المفروض انها ارض من اراضي العروبة وبلا دمن بلدان الامة المسلمة إلا انها ليست ثوب من ثيابي ولن احتمل في شئنها وخز ال
ضمير فوخز الابر اكبر همي الان اخاف ان اضطر إلى ان اعانيه مع ثوب اخر واعيش تجربة مؤلمه معه من جديد
















تجربة الالم والخوف من وخز الابر


21‏/11‏/2010

ابواب الحرية البعيدة



سارت نحو باب في اخر الرواق بخطا مترددة وخائفة في محاولة يائسة للهروب من الغول
كان الغول ياسرها ويسجنها منذ اعوام واعوام وكانت تخطط للهرب دون تعمد 
هناك شي في اعماقها كان يحثها على الهروب
هناك صوت كان يصرخ  بها اهربي اركضي سابقي الريح واندمجي مع الطبيعة
جاء اليوم الموعود اقتربت بخطى ثابته وبتروي وباقدام مرتعشة 
هناك اصوات داخلها بعضها يرقص فرح وقد اختلط الفرح بالدموع  وتلك الاصوات لا تكف بان تحثها على  الركض 
اركضي اهربي اسرعي لا تنضري خلفك حسبك ذاك الباب  ان تصلي اليه اقتربي منه مدي يدك امسكي وتحسسي خشبة هذا الباب
انه مصنوع باتقان ليتمكن من سجنك إلى الابد ولكن جاء اليوم الذي يهمل قفله هيا اقتربي منه امسكي وتحسسي اخشابه 
وبداءت تلك اليائسة في الاقترام من الباب وحين امسكته بيدها اصيبت بذعر شديد وصدمة قوية كان شعور غريب وقوي لم تجد له تفسير
اختلطت المشاعر ما بين خوف وفرح ما بين ريبة واطمئنان ما بين الامل وذاك الضلام الذي ستتركه خلفها حين تخرج عبر هذا الباب
بداءت في اكتشاف اول طريقة وتحيا تجربة جديدة اسمها افتح الباب لم يسبق لها وان قامت بمثل هذا العمل الممل والروتيني في حيتنا الراكدة
بدائت باستعمال ما تمكنت من تذكره عن طريقة فتح الابواب ولاح لها ضوء قد يكون خافت وضئيل عبر الفتحة الصغيرة التي فتحتها
الا انها اكتشفت شئ جديد اسمه الضؤ الخافت اعما لها عينيها فغمضتها من شدت الالم 
صرخت بصوت مكبوت ولكن قلبها اهتز له وتسارعت دقاته 
وبداءت في تذكر عد الارقام ما كانت تذكره منذ كانت صغير 1 2 3 4 وكئنها تلهي نفسها او هي محاولة في العد للنتقال لمرحلة جديدة من حيتها 
الخروج من مرحلة الخنوع والعبودية |إلى مرحلة الحرية الابدية
اقتربت اكثر من الباب وبدائت تحسسه باصابعها وتقترب منه بجسدها الطري النحيل وتتحسسه بوجنتيها الناعمة 
ثم بدائت تسحب الباب لتتمكن من الخروج عبره إلى ...... توقف الزمن توقف كل شي اختفى الضوء توقف القلب عن التسارع في النبض 
كل شيئ توقف وعم الهدوؤ المخيف على المكان نضرت الفتاة إلى الباب وجدته بعيد كل البعد عن متناول اصابعها
نضرت الفتاة حولها رأت نفسها تجلس على كرسيها في نفس الزاوية المعهودا داخل نفس الغرفة وراءت حضرت الغول يغط في نوم عميق

ادركت الفتاة انها كانت تحلم نعم انه حلم للحضات الحرية التي تمنتها 
وها هي كما هي تجلس على ذات الكرسي وفي نفس الزاويدة وداخل الغرفة  المضلمة يحرسها غول الزمن القاصي
نعم اقبعي ايتها البائسا في نفس المكان 
اجلسي على نفس المقعد  اوقفي رقاص الساعة  هذي هي حياتك
هذا هو قدرك هذا هو زمانك الخوف الخنوع الضلام الزمن الذي هو زمن اللا زمن لكي فيه الا انك خلقتي من العدم وستحيين في العدم 
لا تنضري إلى الابواب ودعكي من النوافذ وابقي جاهلة في العالم الخارج 
ولتتمتعي بجهلك عن مضمون الطبيعة لا تتخيلي الفراشات او العصافير هي مخلوقات ضئيلة ولكنها مقارنة بك عملاقة 
انت لم تستنشقي ذات يوم عبير الزهور ولم تتمعني في الوانها واشكالها المتعددة 
لم تسمعي ذات يوم الموسيقى لم ترقصي يوما مع رفيقاتك لم تحلمي برجل اسمه فارس احلام ليس لك ذكريات
ليس لك مستقبل ليس لك مكان في هذا العالم سوى هذا الكرسي وتلك الغرفة دخال ظلام قاتم يحرسك ذاك الغول 
لا تتنضر إلى الابواب ولا تحاولي معرفة ما هي النوافذ واياك ان تضني انك ذات يوم رأيتي النور 
انت سيجنة الخوف الماضي الضلم الزمن المتوقف انت لستي سوى نكرة 
انت خلقتي لتحيي على ذاك الكرسي داخل تلك الغرفة يغمرك الضلام ويحرسك الغول 



























20‏/11‏/2010

الحياة كالذهب



يقولون ان الكلام من فضة ، وأن السكوت من ذهب ... ويقال ايضاً ان الوقت من ذهب .. كما يقال بأن فلان يثقل وزنه بالذهب وان مهر فلانا كان وزنها ذهبا ..أو كذا ألاف دينار أوريال أو جنيه حسب العملة ... لا عجب في ذلك .. فالمادة تتتحكم بالانسان واصبحت بل كانت ولازالت هي لغة العصر وكل عصر ..



كم تبدو رخيصة هي الحياة لو شبهت بالمادة اي يعني الذهب وما يسمى بالاحجار الكريمة والعملات أيضاً لكم اشمئز من الذين لايتحدثون إلا عن الذهب والاموال والقصور السيارات (الكشخة ) كما يقولون اخوننا في الخليج وزياراة النوادي والمحلات القخمة وفنادق 5 نجوم والستة والسبعة




اشعر بالتعب من مجرد وصف مثل هذة الامور التي في نضري لاتثير الا قرفي ، قد يضن بعض الناس اني لااقول
مثل هذا الكلام الا اذا كنت حاقدة او فقيرة
اصدقكم القول اني اعيش حياة ميسورة ولاينقصني المال والذهب ايضاً

كم ستكون رائعة الحياة لو شبهت بشجرة الأرز وعطرها الفواح.. وبأوراق الحناء..وجمال القمر ونور الشمس الساطع في كبد السماء أو الحب والعشق والعشاق وبصوت عصفر مغرد والوان ريشه الزاهية .. او أبتسامة طفل بعد نوبة بكاء ..وشواطئ البحار .. وشموخ الجبال .. وسحر الصحراء...وجمال الخيول الاصيلة وبتضحيت شهيد او لوحت فنان وقصيدة شاعر أو رسالة رسول وأيمان مؤمن

زرعنا الزهور وعزفنا الموسيقى



اليوم التقينا تصافحنا ونضرت أعيننا عبر المجهول لتلتقي داخل اغوار النفس الملتهبة بنار اشوقنا
اليوم اخبرته عن الشوق الذي ما عرفته ذات يوم والان حصل لي الشرف وتعرفت عليه
اليوم ضم يدي بين يديه عبر حلم حين اغمض عينيه واخبرني انه يضمهما ليدفيئهما من بردوة الشتاء
اليوم جلس مقابلاً لي وتلامست اروحنا عبر كلماتٌ كانت مسموعة رغم اننا لم ننطق بها
اليوم تبادلنا الرسائل القديمة والجديدة والتي لم نرسلها بعد ولكنها سبحت وابحرت حتا وصلت بين يدينا وقرأنها بصمت وهدوء
اليوم تحدثت وهمست وغنيت اغنيات رقص قلبه لها وقرءا شفاهي وسمع همساتي رغم اني لم اتكلم
اليوم كان لحديثه غير كل احاديثه التي اعتدت عليها كان شعراً ونقشاً وسحراً رغم ان الاحرف لم تخرج من ثغره الجميل
اليوم كان الشوق شراراً وكانت اللهفة ناراً وكان الحب (.........) سراً من اسرار الطبيعة الغامضة
اليوم فٌتحت ابوابً جديدة لم اعهدها ومارأيتها سابقاً ولكنها كانت موجودا ومحكمة الاقفال
اليوم تغنت الطيور ورقصت الزهور و سقطت امطار الامل لتبلل تراب الروح الجافة وتصبح طرية لتكون جاهزة
اليوم غرسنا اول بذور زهورنا التي حلمنا بها وبدائنا اول خطوتنا نحو احلامنة
اليوم جهزنا تربة حديقتنا وزرعنا اول زهراتنا وسقيناها بدموع فرحتنا
اليوم كان الامل اكبر من توقعاتنا
اليوم بكيت لأني اعرف اني غدا سأضحك واضحك واضحك
غدا سيشاركني الضحك سنمرح ونرقص ونبوح بكلماتنا التي تاجلت ولم نقلها اليوم
غدا سنتجول معاً في حديقتنا وسنقطف زهورها العطرة ونضعها في مزهرية زجاجية شفافة تكشف ما بداخلها من نقاء مياء الحياة
غدا ستفد العصافير على حديقتنا وستغني لنا معزوفتنا بتغاريدها الشجية
غدا سنمزق قيود الزمن ونتحرر إلى حريتنا المنتضرة في زمنً نحن انتضرناه لأننا نعرف انه قادم
غدا سيكتمل لحن الحب ونعزف معاً سمفونية الروح الواحدا في جسدين سيلتقيان دون حواجز
غداً هو القادم ونحن له قادمون وسنحضنه كما
يحضننا بلهفة ممزوجة بشوق قد اختبرنا منه القليل
غدا سيكون الشوق هو
عنونا للقائنا ومياه الحياة التي سنسقي بها حديقتنا ووزهورها ونشدو مع
طيورها ونرقص مع اغصان اشجارها ونعبث بمياه نافورتها ونلعب على ارجوحتنا
التي صنعنها من خيوط الشمس

غدا سيكون اللقاء ولن يكون الوداع