ذات يوم دار حيوار بين حجري الشطرنج الملك والحصان وقد اخبر الحصان متذمرا تكاد الغيرة تقتله وقد شعر باهانة تمس عنفوان الجواد الاصيل قائلا له
لماذا لا نقف في وجوه من حولنا المسيطرين ومقيد حريتنا وسالبي ارادتنا؟
إن الوزير يملك مطلق الحرية في الحركة يناور ويباغت ويهاجم ويرسم الخطط .... يأمر يعطي الاومر للبيادق بالهجوم المتقن ويفسح المجال والطريق للقلعة ويقود الفيل لهجوم مباشر وضارب عبر زوايا يرسمها بعجرفة الوزير المسيطر والمتحكم ...
ماذا عنك سيدي الملك ؟ انت دائما مهدد لفشل الوزير سقط اللمك وإن نجح الوزير نال الشرف ووسام النصر وبقيت انت رهينت تسلطه ...
لا اخفيك القول لقد مللت قيودي وعرقلة حركتي ... اجدني اسير ضمن خطوات محدودة وأقفز قفزات معددودة وعبر زواية معينة مشلول الارداة والتحكم الذاتي ولا املك حرية الهجوم المطلق بل اجدني رهينة الفرص السانحة أو المنتهزة بأمر من الوزير المتسلط ..إنها حرب تدور بين وزيرين بآلية متقنة هما المتحكمين حتى إن سقط احدهم كان الاخر مناضل والمتحكم وان سقاطا كلاهما كانا قد فسحا المجال لخطة محكمة للقلعة او حتى للحصان لينهي نصرهم الذي يؤرخ بأسمهم على ارض المعركة والتي تتمثل في رقعة ملونة بلوني الابيض والأسود .... كما ان ارض المعركة تخضع لقوانين الحركة المحدودة والسيطرة المطلقة من الوزيرين ضمن شيفرة خاصة لا يملك فك رموزها او طلاسمها إلا المتحكم الرسمي والاصلي الذي هو صانع هذه اللعبة او المعركة انه الانسان ....
مالذي جعل الانسان يقوم بصنعها اوصنعنا ؟
لا شك انه غروره او طموحه في السيطرة والتحكم والتملك للقوة والسلطة .
او انه ادعء بالذكاء الذي ينفرد بها بني البشر أو هو خيال لا املك الا ان اصفه بخيال غريت او مريض او انه خيال فعلا ذكي ....
تتملكني رغبة ايها الملك باقمة ثورة ضاربة مدمرة ننهي كل تلك الاكذوبة وجعل المناصب والاماكن تختلف او تتغير ... احلم بهزم العقل البشري وجعله يعجز عن الفوز والخوف من الخسارة ...
هيا ايها الملك فالنقوم بثورة فريدة والاولة من نوعها ... حيث تكون أنت أول ملك في الكون يقوم بثورة ضد حكومته وتكون الرقعة هي بلاط النصر للجلاتك ... وتكف اليد البشرية بالعبث بنا ونهزم ذاك الذكاء المغرور المتواجد داخل تلك النفوس القاصية والباحثة عن المتعة والنصر لحرب صنعوها بأيدهم وجعلونا دوماهم الملبية لذكئاهم و صرعات عقولهم القوية المدمرة حتى لكيانهم البشري ....
بهذا الثورة سنجعل الوزير عبدا والفيل كلبا والقلعة مخزننا لأحزنهم والبشر في حيرة من امر خسارتهم ... الا ترا معي ايها الملك ان النصر حتى في الاحلام جيمل ...
هيا ايها الملك ولنبداء بتلك الفتاة التي تجلس وتتأهب لتحركنا وتجعلنا طعم للوزير والفيل وتابعتهم القلعة هيا فهي ليست سوة فتاة لا حول لها ولا قوة فالنبداء بمسيرة نصرنا المحتوم الذي اراه الان تفسحه لنا تلك الساذجة التي تضن نفسها قادرة على هز رقعتنا ورغبتنا في ثورتنا المنتضرة ...
حملت الحصان بين اصابعي ونضرت اليه وابتست واخبرته اني اجده اقوا من الوزير والفيل والقلعة واني ارغب في ان نشكل حلف في مبارتي القادمة مع رجل حياتي ... همست للحصان عن احلامي ... اخبرته عن تتطلاعتي ... ادرك حينها ذاك الثائر لعنفوان الجواد الاصيل انه سيكون البطل بين اصابعي وانه سيقوم بثورته لكن دون الملك لأنه راء فيي الملكة التي ستصنع له امجاده وذلك عبر قصت حبي المنتضر على ارض الحرب الملونة بالونين الابيض والاسود
ابتسمت وتنحنحت وغمزت للحصان ثم نضرت حيث كان فارسي قادم ليخوض معي المنافسة على رقعة الشطرنج التي ادرك تماما اني المنتصرة نضرت له وابتسمت وانتضرت حتى يقترب وتبداء المعركة ويفوز حصاني النتضر بدايتها مترقبا دوره الكبير