18‏/11‏/2010

انت موجود اذا انا لي صديق



.... أشحت بوجهي عنها وقد علت على خدي حمرت الخجل ... وشعرت بارتباك غريب افقدني تركيزي ... وتلعثمت كلماتي داخل عقلي .. وعجز هو بدوره عن تنظيم افكاره ....

ويحي صديقي .... ليست سوى مجرد صورة لك ... مذا لو تجسدت انت بكل كايانك كحقيقة مؤكدة امامي ؟

ماذا لو وقفت او جلست ... غير مهم المهم هو وجدوك ....

صديقي : اخجلتني واربكتني نضراتك التي لاحت لي في صورتك ... رأيت فيهما حزن وصدق وجراءة وحياة ملئ بالتجارب وغربة مخيفة ....

حاولت ان اتمعن واتفرس فيها اكثر لاأعرف سر ااغترابك ... اعترضتني طيبة نظراتك ولارتباك الذي سيطر عليهما واربكتني و تعثرت قدراتي على التخمين ...

اشحت بوجهي عنها .... وأزحتها بعيدا عني لأتمكن من العودة ألي ارضي الثابتة وافكاري الواعية ... وقد زرعت تلك الصورة في ذاكرتي الفوتغرافية ...

وبدات في درس ملامح وجهك ونضراتك التي تجلا الفضول فيهما .... واسترسلت وذاكرتي بصحبة خيال الفنان لدي برسم صورتك ونضراتك وتفاصيلهما ....

سالت نفسي ان كان وقع هذ االصورة اشعرني بالخجل والارتباك ... فكيف سيكون وقع حضوره وتواجده الشخصي ان عاد من اغترابه ....

سأتوقف عن تخيل ذاك الموقف ... ولن ارسم صورت ذاك اللقاء الذي اتمناه رغم المساقات ...ولن الح على خيالي لينسج لقاء هو في علم الغيب ...

بل سأتجراء واعيد النضر إلى صورتك واكتفي بوجودها تملاء خانت صداقتك المفضلى لدي ....

انها المكملا لتواجدك الفكري معي ... ليس المهم التواجد الكامل .... المهم الاتفاق في الافكار والمصداقية في سر صداقتنا ...

انت موجود .... إذا أنا لي صديق ..










اسرار الواني وريشتي



قال لي احدهم ذات يوم ماذا ايتها الطفلة في جسد امراءة ؟

ارك كثيرار ما تعبثين بالالوان ... ماذا الا تضنين انك كبرت ولم تعدي تلك الطفة الساذجة ؟

مذا تجدين في تلك الاصباغ ذات الروائح الكريهة ؟

أنضري الى نفسك وثيابك انت كاملة الانوثة ... وملامحك تصرخ طفولة ... وروحك وثيابك ملطخة بألوانك الجريئة

مررت بمرسمك رايتك تستنشقين قنينة الوانك ... فستوقفني واذهلني مارايت

... كنت كلما ماا مسكت قنينة وقبل ان تسكبيها على لوحة المزج وتمزجيها باخوتها وتغمسي فيها فرشاتك المسكينة

رويداً تقربيها من انفك وتشمينها ... وكانها تمد روحك بقوة سحرية تحثك على اطلاق العنان لخيالك الغريب

...وتبدو وكانها معزوفة وليست لوحة

... ايتها الفتاة كبيرة الخيال وصغيرة الوجود ... انك تستنشقين الوانك ... وتتحسسينها قبل مزجها ثم تونيلينها

الشرف العظيم وتضعينها على سطح لوحاتك البيضاء

... اتعلمين انك تثيرين تهكمي وتعجبي... اجدني ارغب في الضحك ... ولكن ما البث أن اعترف لك انك تجعلينني

أنحني لهذا الوجه الذي انعكست عليه لوحتك قبل ان تولد

... هيا اتمي لعبتكي ... العبي استنشقي الوانك .. امزجيها .. اسمعي الموسيقة ... تاملي الجمال المطل من نافذتك

... فالبحر يتخبط على صخوره ليسترعي انتباهك الغائب ... لتجعلي منه بطل لوحاتك

... والاشجار تتصارع مع الرياح فرحة على امل ان تكون هي اميرة اللوحة

... والورود تطلق روائحها عبر النسيم لتصل إليك راغبة منك ان تعطري بها لوحتك

... والعصافير قد انهكها التغريد على حافة نافذتك .. لتجعليها تحلق في سماء لوحتك .

.. وانت سنهين لوحتك وقد بات عنونها تنطقها عيناك ... انه هو سيد الوانك ولوحاتك ..

. ستضعين خيال الغائب ... والحاضر ... سترسمين ذاك الوقار ... ستجعلين غطرسته وتكبره يسيطر على الوانك

... ستفضحين سر وجوده داخل قلبك الكبير

.... ولكن هنا انا اسألك وانتضر اجابتك ولن اقبل صمتك ... هل سيكون حاضر ام سيضل غائب ؟

... هل سيكون منهك من كثر الترحال وسيجدك واحضان لوحتك ... في انتضاره ؟

... ام سيتجاهل وفائك الصادق انت والوانك الصارخة بأسمه المجهول

... هي امزجي استنشقي اسمعي موسيقاك الحزينة

... وتزيني بورود حديقتك ... وتعطري برائحة البحر ... واصنعي تاجاً من اورق اشجاركي ... ودعي طيورك

تغرد سمفونية الاستقبال ... لذاك السيد ... الغائب بجسده ... والحاضر بصورته في قلبك ... المتجسد بكيانه في

لوحتك ..... وانتضري على ناصية الطريق ... طريق معدومة الاتجهات ... انتضري انت واملك الصريح الصامد

... انتضري ... فهو لا شك قادم

 

تاملات في ذاركرتي



في نهار صيفي عليل وفي احضان طبيعة الجبل الاخضر .... بهي الطلعة والجمال ... شامخ القمم ... زاهي الاخضرار .... وفي لحظات تاملاتي ....سلب لبي رؤية جواد كان يسابق الريح ..... حافراً الارض بقدمية القوية من فرط سعادته بحريته المؤقتة .... ومن قيود لها كاره ...

تابعت بناضري جمال وروعة وبها ذاك الحصان القوي ... كانت تقاطيعه وتفاصيل عضلاته تاسرروحي ... بشكله الانسيابي الساحر ... ولونه الذهبي تعكس عليه الشمس بخيوطها الصفراء على شعره الناعم .... لتكتمل لوحة من صنع الطبيعة وخالقها ...

كنت مؤخوذة بذاك المشهد الديناميكي وقد ترددت على مسامع ذاكرتي موسيقة لطالما احببت سماعها وكأن خيال فكري يجعل للمشهد موسيقة مصاحبة ، ليكتمل الابداع وروحانية الحدث الذي سيحيى في ذاكرتي وروحي حتى موتي ....


ومع هذه اللوحة الحية غاص قلبي في حزن ذكريات . والم كنت اضنها دفنت ولكن حوافر هذا الحصان القوية حفرت التراب ليخرخ ما كان ميت تحتها .... لتبداء الامي تقطر دمعا داخل فؤادي ... عندما لاحت صورة جواد كانت لي معه ذكرة جميلة وقصة رائعة ...

تذكرت ( بحـــــــــــــــــر ....... ) .... تقاصمت انا وصديق لي محبة هذا الحصان الذي اهديته انا الاسم الاول وهو بحر وقد اكمل صديقى الاسم الثاني له بأعطاه اسمي الشخي كتكريم لمحبتي لهذا المخلوق الذي ابدع الله في خلقة ....

لبحر صفات وجمال وكانه جزء من الخيال يصعب ان اصفها ببعض الكلمات ... كان بحر اسما وجسداً ... كان دائم التواجد في روحي وخيالي حتى في منماتي ... اولح دائما بالسؤال عنه لأطمئن فقلقي عليه كقلق الام على صغيرها ...
وشوقي لرؤيته كشوق العاشقة لحبيبها ....لصديقي اسلوبه الخاص في سرد القصص والحكيات واخبار بحر تشفي فضولي وتريح احاسيسي القلقة .. . لكنها تزيدني شوقا ولهفتا دائما لرؤته ..

.
هكذا كانت قصتي في بدايتها ومنتصفها مع بحر حتى جائت النهاية ... وما يلبث الزمن الا ان يجرحنا ويؤلمنا لفراق احبتنا كيفما كانو .... مات صديقي وغاب عني وتلاش وهو يمسك برسن حصانه ليغيبو وراء ضلام الغياب دون ان يكون لعودتهم امل ...

كان لفراق بحر جرح لن يندمل اصبحت كمغتربة روح عن جسد .. وذاك الجواد حمل معه القصم الاكبر من كياني وتركني جسداً يذوي في غياهب الالم .. ودموع تغزر احياناً .. . وتبخل وتجف عن مأفيا احياناً .. والوداع يشبه اشواك سامة غرست في قلبي المفجوع من قصوة الزمن وصديق الذي اعتبرته ميتا ليس له في هذه الدنيا وجود فقد قصا على حصانه اكثر منه قاصيا معي ....

واستطرد احزاني وستفقت لواقعي الحاضر وتركت الماضي يتلاش ....واقتربت من ذاك الجواد بعد ان توقف عن مرحه وعاد الي قيوده وحضنت رقبته ومسدته وقبلت جبيه ... ومسحت دمعةً يتيمة كانت تسرق نفسها من عيني لتأخذ حريتها التي انتهت بها على جسد ذاك الحصان القوي ...

ثم رحلت انا وعدت إلى بيتي الذي كان يقع قرب شاطئ البحر وناجيت البحر وسألت الليل ونجومة بالله إن رأيت بحر فسلامي له اوصلوه امانة .... وشوقاَ حاراً كنوط شرف على رسنه علقوه ... اما انا فلعلي اره في منامي من جديد ....









حديقة أبي

امسكت بخرطوم المياه لأسقي حديقة بيتنا .... كنت امرر خرطوم المياه بين احواض النباتات والزهور ....

كانت الاشجار ترقص هي وأوراقها فرحاً بقطرات المياه التي رششتها على اغصانها بعد ما انتهيت من سقايتها .. بعد ما قد نالت حرارة الصيف منها وجعلتها في شحوب وحزن ... رقصت الاشجار واوراقها على انغام المحبة واستقبلت قطرات المياه بفرح وسرور غير متناهيين ...

ثم مررت بخرطوم المياه على زرهارت برية صيغرة كانت تستضل بضل الاشجار ... سألتني بعد ان شكرتني لماذا اسقيتني وانت تعرفين اني زهرة متطفلة ونباتي يضر بحديقتك الجميلة ؟ ... ألا تخشين على اشجارك وزهورك وجذورها تغريني لأمتص مياهها و أملاحها ؟ ... وانا اتطلع بأن اتجبر واطغو على تربة هذه الحديقة البهية ....

فأبسمت لها وقلت لها لابأس ببعض المياه التي ترطب جذورك قبل وداعك ... فأبي هو من سيتكفل بأمرك وجذورك الشيطانية ....

لقد زرع أبي و استقطر عرقه على تربت هذه الحديقة .... وغرس فيها جذور خياله .... واسقاها من مياه احلامه
... وتحدث مع براعم نبتاته الغالية ... وقلم اوراق الأشجار الميتة لكي لا تتسمم وتذبل وتذوي وتصبح اغصان بلا حياة ...

أعتاد أبي أن يقلع مثيلاتك من اعشاب ضارة فلن تصعبي انت عليه... فأنت اضعفهم واصغرهم ...فحربه معك لن تكون ضارية ... لقد واجه الكثير ممن حاول قتل حديقته العزيزة ... حارب شتا انواع الحشرات والاعشاب بل والقطط المتطفلة ....

انه يسقي ويقلم ويداوي ويسهر ويتأمل ويفخر عندما يرى نتاجهة وقد اشرق واينع وكبر واصبح شجرا وزهوراً ونبتاً جميل ورائع الالوان والاشكال الطبييعية ...

فلن تكوني انت الحجر العثر ... ما انت الا زهرة حقيرة بين عملاقة الزهور ...

فأشربي من مياهي ... اهنائي الان واسمعي غناء الزهور المجاورة لك ... وتطلعي على رقص اوراق الاشجار وتلذذي ببعض الجذور وتمرمغي بطين الحديقة في لحظاتك الاخيرة .... لأنك فيها انت الهالكة .. خطئك انك اخترت حديقة ابي ....

فهي إلى قلبه توازيني معزة ... فأسعدي وامرحي .. وأحزني وأن شئت ابكي فأنت لن تقتلي

حــــــــــديقة ((( ابـــــــــــــــــــــي )))

لوحة للفنان العراقي المرموق ((( ايمان المالكي ))) ملك الواقعية