18‏/11‏/2010

حديقة أبي

امسكت بخرطوم المياه لأسقي حديقة بيتنا .... كنت امرر خرطوم المياه بين احواض النباتات والزهور ....

كانت الاشجار ترقص هي وأوراقها فرحاً بقطرات المياه التي رششتها على اغصانها بعد ما انتهيت من سقايتها .. بعد ما قد نالت حرارة الصيف منها وجعلتها في شحوب وحزن ... رقصت الاشجار واوراقها على انغام المحبة واستقبلت قطرات المياه بفرح وسرور غير متناهيين ...

ثم مررت بخرطوم المياه على زرهارت برية صيغرة كانت تستضل بضل الاشجار ... سألتني بعد ان شكرتني لماذا اسقيتني وانت تعرفين اني زهرة متطفلة ونباتي يضر بحديقتك الجميلة ؟ ... ألا تخشين على اشجارك وزهورك وجذورها تغريني لأمتص مياهها و أملاحها ؟ ... وانا اتطلع بأن اتجبر واطغو على تربة هذه الحديقة البهية ....

فأبسمت لها وقلت لها لابأس ببعض المياه التي ترطب جذورك قبل وداعك ... فأبي هو من سيتكفل بأمرك وجذورك الشيطانية ....

لقد زرع أبي و استقطر عرقه على تربت هذه الحديقة .... وغرس فيها جذور خياله .... واسقاها من مياه احلامه
... وتحدث مع براعم نبتاته الغالية ... وقلم اوراق الأشجار الميتة لكي لا تتسمم وتذبل وتذوي وتصبح اغصان بلا حياة ...

أعتاد أبي أن يقلع مثيلاتك من اعشاب ضارة فلن تصعبي انت عليه... فأنت اضعفهم واصغرهم ...فحربه معك لن تكون ضارية ... لقد واجه الكثير ممن حاول قتل حديقته العزيزة ... حارب شتا انواع الحشرات والاعشاب بل والقطط المتطفلة ....

انه يسقي ويقلم ويداوي ويسهر ويتأمل ويفخر عندما يرى نتاجهة وقد اشرق واينع وكبر واصبح شجرا وزهوراً ونبتاً جميل ورائع الالوان والاشكال الطبييعية ...

فلن تكوني انت الحجر العثر ... ما انت الا زهرة حقيرة بين عملاقة الزهور ...

فأشربي من مياهي ... اهنائي الان واسمعي غناء الزهور المجاورة لك ... وتطلعي على رقص اوراق الاشجار وتلذذي ببعض الجذور وتمرمغي بطين الحديقة في لحظاتك الاخيرة .... لأنك فيها انت الهالكة .. خطئك انك اخترت حديقة ابي ....

فهي إلى قلبه توازيني معزة ... فأسعدي وامرحي .. وأحزني وأن شئت ابكي فأنت لن تقتلي

حــــــــــديقة ((( ابـــــــــــــــــــــي )))

لوحة للفنان العراقي المرموق ((( ايمان المالكي ))) ملك الواقعية