في نهار صيفي عليل وفي احضان طبيعة الجبل الاخضر .... بهي الطلعة والجمال ... شامخ القمم ... زاهي الاخضرار .... وفي لحظات تاملاتي ....سلب لبي رؤية جواد كان يسابق الريح ..... حافراً الارض بقدمية القوية من فرط سعادته بحريته المؤقتة .... ومن قيود لها كاره ...
تابعت بناضري جمال وروعة وبها ذاك الحصان القوي ... كانت تقاطيعه وتفاصيل عضلاته تاسرروحي ... بشكله الانسيابي الساحر ... ولونه الذهبي تعكس عليه الشمس بخيوطها الصفراء على شعره الناعم .... لتكتمل لوحة من صنع الطبيعة وخالقها ...
كنت مؤخوذة بذاك المشهد الديناميكي وقد ترددت على مسامع ذاكرتي موسيقة لطالما احببت سماعها وكأن خيال فكري يجعل للمشهد موسيقة مصاحبة ، ليكتمل الابداع وروحانية الحدث الذي سيحيى في ذاكرتي وروحي حتى موتي ....
ومع هذه اللوحة الحية غاص قلبي في حزن ذكريات . والم كنت اضنها دفنت ولكن حوافر هذا الحصان القوية حفرت التراب ليخرخ ما كان ميت تحتها .... لتبداء الامي تقطر دمعا داخل فؤادي ... عندما لاحت صورة جواد كانت لي معه ذكرة جميلة وقصة رائعة ...
تذكرت ( بحـــــــــــــــــر ....... ) .... تقاصمت انا وصديق لي محبة هذا الحصان الذي اهديته انا الاسم الاول وهو بحر وقد اكمل صديقى الاسم الثاني له بأعطاه اسمي الشخي كتكريم لمحبتي لهذا المخلوق الذي ابدع الله في خلقة ....
لبحر صفات وجمال وكانه جزء من الخيال يصعب ان اصفها ببعض الكلمات ... كان بحر اسما وجسداً ... كان دائم التواجد في روحي وخيالي حتى في منماتي ... اولح دائما بالسؤال عنه لأطمئن فقلقي عليه كقلق الام على صغيرها ...
وشوقي لرؤيته كشوق العاشقة لحبيبها ....لصديقي اسلوبه الخاص في سرد القصص والحكيات واخبار بحر تشفي فضولي وتريح احاسيسي القلقة .. . لكنها تزيدني شوقا ولهفتا دائما لرؤته ..
.
هكذا كانت قصتي في بدايتها ومنتصفها مع بحر حتى جائت النهاية ... وما يلبث الزمن الا ان يجرحنا ويؤلمنا لفراق احبتنا كيفما كانو .... مات صديقي وغاب عني وتلاش وهو يمسك برسن حصانه ليغيبو وراء ضلام الغياب دون ان يكون لعودتهم امل ...
كان لفراق بحر جرح لن يندمل اصبحت كمغتربة روح عن جسد .. وذاك الجواد حمل معه القصم الاكبر من كياني وتركني جسداً يذوي في غياهب الالم .. ودموع تغزر احياناً .. . وتبخل وتجف عن مأفيا احياناً .. والوداع يشبه اشواك سامة غرست في قلبي المفجوع من قصوة الزمن وصديق الذي اعتبرته ميتا ليس له في هذه الدنيا وجود فقد قصا على حصانه اكثر منه قاصيا معي ....
واستطرد احزاني وستفقت لواقعي الحاضر وتركت الماضي يتلاش ....واقتربت من ذاك الجواد بعد ان توقف عن مرحه وعاد الي قيوده وحضنت رقبته ومسدته وقبلت جبيه ... ومسحت دمعةً يتيمة كانت تسرق نفسها من عيني لتأخذ حريتها التي انتهت بها على جسد ذاك الحصان القوي ...
ثم رحلت انا وعدت إلى بيتي الذي كان يقع قرب شاطئ البحر وناجيت البحر وسألت الليل ونجومة بالله إن رأيت بحر فسلامي له اوصلوه امانة .... وشوقاَ حاراً كنوط شرف على رسنه علقوه ... اما انا فلعلي اره في منامي من جديد ....
اروع الأصوات ...محمود الشحات انور
-
محمود الشحات أنور
http://shortadd.com/FyxW
صوت خيالي
قبل 6 أعوام