16‏/11‏/2010

شهد العسل



ابتعدي أيتها الإنسانة الحمقاء والفضولية اذهبي عني وحشريتك المزعجة ودعينا نحن اعتدنا النظام والعمل الجاد ... أنكي تلهينا وتربكين سير أعمالنا...

سألتها ولمتها أتضعين اللوم علي وقد غزاكم عمي بدخانه الذي شتت به جمعكم وعملكم ؟ ... ألا يخنقك هذا الدخان الخبيث الذي نفثه هذا العم العزيز في خليتكم الجميلة ليخرجكم ويبعثركم ثم يسطو على نتاجكم ؟...

كنت قد اقتربت منها بعدما قد سقطت على الأرض رغبةً مني لطمئن عليها ... ولكنها استعادت قوتها بسرعة وعنفوان النحلة النشيطة لتستأنف العمل قبل أن تدب الفوضى ...
وسأتلها قبل أن تستأنف رحيلها ..اخبريني هل أنت بخير صغيرتي ؟ هل أعماك الدخان ؟ ألم تؤذك أنانيتنا وحبنا لذتنا البشرية بعد أن انتهكنا حريتك ، وفضولنا على جماعتك وسلبنا إنتاجك وأفرغنا مصنعك من عسلك ...

طارت النحلة وحلقت وابتعدت قليلا وكأنها تستعيد نشاطها ومحاولا أن تستنشق نقاء الهواء ... ثم عادت ألي واستقرت على غصن قريب من عيني وتفرست في سوادهما قبل آن تجيب على أسئلتي ....

بدوت وكأني في حضور عظمت النحلة الحكيمة ... تحدثت إلي بوقار وهدوء وقالت لي أيتها الغبية أنا اصنع الدواء من لعابي واسقيه لكي ولمن لكي مريض .. فدخان هذا الشيخ الجليل لن يعميني انه فقط يزعجني قليلا وعليه اعتاد ...

ماذا عنك أنت ؟ ، ماذا تصنعين في زمنك البأس ؟ هل تستطعين صنع الشهد وتسقيه لحبيبك .. أم انك توجدين فقط الفضول وبعض الحنان الزائف .. لتكذبي عل ضناً منك أني قد تنطلي علي حيلك فأنا استطيع قراءة أفكارك ... اسمحي لي أن أقول لكي وكلي فخراً انكي لن تتمكني من معرفة أسراري ... قد تأكلين عسلي وشمعه ولكنك لن تجيدي صنعه دعي لي صنع العسل ويكفيك طعمه ودوائه ....

خذي معك القليل منه أنا اهديه لحبيبك واهلك وأصدقائك فافيه وضعت أسراري وبعض لمسات تجعل الحب في حياتك كطعم عسلي و مضاقه ... سيري أيتها الوحيدة فبعسلي ستجدين الرفيق وارحلي ودعيني وشأني لأكمل وقريناتي صنع الشهد لكي ولحبيبك ولجميع من رغب فيه دواء وشراب للحب ..

أما عن عمك فنحن أصدقاء واعتدنا دخانه ويحب هو عسلي ... لا تلوميه فنحن وهو نشكل فريق ... انه يخبرنا القصص ... ونحن نكافئه بأحلى شهد ...

لا تأسفي وتشفقي فنحن لا نعترف بالشفقة وعليك نأسف فجهلك في معرفة الأسرار تفضحها ملامحك ... وخوفك من مجهول الزمن يربك عفويتك ..

هيا أذهبي وابحثي عن ضالتك واصنعي وإياه من عسلي حلو الحياة ستبنون بيت كخليتي يملاه الحياة .. وسأزور حديقتك وارتشف رحيق أزهارك لتصبح طعامك أنت وحبيبيك الذي أره قد لاح لي في الأفق فهو قادم وفي قلبه حباً لكي فارحلي عني وارمي بنفسك في أحضانه ... واشربي وإياه من شهد وحلو عسلي ...

وكعادتي بعد أن أرهقتني وحدتي واغرق نفسي في فضولي و في أحضان الطبيعة الرافضة لانتهاكاتي لمحرماتها أعود إدراجي وكل أمل على أن أجد شهد العسل الذي له انتصر ....