17‏/11‏/2010

راقصني القمر



ذات مساء وبينما كنت نائمة قرب نافذة غرفتي و قد تركتها مشرعة على مصراعيها لتفسح المجال للنسيم الصيفي حرية التجوال داخل غرفتي ...

غزتني منامات مخيفة أقلقتني وجعلت النوم يجفو جفوني ويهجرني ... وكأن تلك الكوابيس تعمدت أن تقلق نومي لأستيقظ وأتمكن من حضور ومشاهدة أجمل وأبها مشهد قد ينعش النفس ويأسر الروح ...و من شدة تأثري شعرت برغبة في البكاء لهول ما رأيت بل لجمال ما رأت عيناي ... فقد أبهرتني صورة وكأنها من الخيال تسللت إلى مسائي القلق لتنقضني من كوابيسي المفزعة ... كانت تلك الصور تجسدت في هيئة القمر الذي سحر عيناي عندما فتحتها لتقع علي صورته الساحرة كان و يالا جماله مكتمل البدر صارخ الجمال وقد أحاطت بيه هالة فضية ناعمة كنعومة القطن ... والنجوم ترقص للقمر لتألف معاً مشهد احسد عليه شعرت حينها إني الوحيدة التي شاهدته في لحظات يسرقها القمر ونجومه بعيدا عن أعين البشر ليبدوا في إحياء حفلة راقصة كما لو كانت طقوس مسائية تخصهم .. و كأن بي القمر هو من تعمد أيقاضي من خلال تسرب أشعته الجميلة من خلال نافذتي لتصل إلى عيناي القلقة رغبتاُ منه أن استيقظ لأتسامر معه ... وقد لبيت له دعوته ... ولشدة جمال أشعته البراقة امتلكتني رغبة قوية بالاقتراب منه وضمه إلى صدري ولنطرد معاُ أسباب ألامنا ووحدتنا وأحزاننا ...

آهً أيها القمر البديع ناجيت بما فيه الكفاية مجيء حبيبي وانتظرت وسأمت الانتظار بلا هوادة ... وأنت بدورك اكتفيت انتظار دوران الشمس لتكون منك قريبة ... يبدو أننا صديقي سننتظر حتى ابد الدهر أو حتى نهاية الكون لعلها تتحقق أحلامنا وندرك أمالانا رغم أنها ستكون النهاية ...هلم اجمع دموعك ودمعي ولنصنع منها صورتيهما هما البعيدين عنا فحرارة الشمس أنت تتوق لها لتدفئ برودة فضائك وحضور حبيبي المنتظر سيكمل قصة بدأت عند مولدي ولا ادري متى تكتمل قبل حضوره أو بعده ؟.. هيا نغنى موسيقانا الحزينة وننشد أحلامنا البريئة وننتظر أنا وأنت بلوغ قمة السعادة حتى دونهما نحن نشكل ثنائي حزين مدعيين سعادة مزيفة لنواكب مواكب القادمين والمارين والنيام والمستيقظين ونحن نخفي أحزاننا حتى نهاية لقائنا هذا المساء و لنلتقي في مساءً أخر ... سأنتظرك في زيارتك القادمة لنكمل غنائنا ونسرد أحلامنا ...