17‏/11‏/2010

لما انتن وكي هم



كانت رفيقاتي يتحدثن عن ماذا يريد الرجل من المرأة وكيف يفضلها ... صدمت على ما سمعته منهن كن جميعهن متفقات على رأي واحد وكنت الوحيدة التي بدوت كما لو كانت جاهلا لا تدرك حقائق الحياة في عالم الرجل ...

كان اتفاق رأيهن على أن الرجل يحب المرأة السطحية يريدها جميلة وتهتم فقط بمظهرها وان تستسلم لتبعيته وان تجيد التنظيف والطبخ ولن يطالبها بالذكاء والتفكير والعقلانية ولا لمعرفتها ولعلومها ولثقافتها وشهادتها قد يقبل بها امرأة عاملة ضمن شروط معينا وإذا كانت تعمل فقط قد يرضخ لتحسين وضع المعيشة أو فبقي في بيتك معززة مكرمة ولإهانته اقبلي فهوى أكرم لكي من ما قد يصيبك من عامة الناس ...

نظرت إلي احدهن ورفعت يدها في وجهي احتاجا على ما قرأته في عيني من اعتراض وكسور صلب ...

أنت أيتها الجاهلة في أمور الرجال أفقي من عالم أحلامك و لا تنتظري رجلك المنشود و اخرجي من أعماق روحك إلى السطح ... دعي عنك أوهامك .... لا لا لا لا تكوني تلك المثقفة الواعية ... لا انسي لوحاتك و ريشاتك ورسوماتك ... أرمي بقلمك ومزقي ما كتبت و ادفني كتبك.... وأطفئ شمعوك ... إن أردت إن تلحقي بموكب المتزوجات ففعلي كما ننصحك

اخرجي نفسك من المنطق.... والبسي ثوب السذاجة ....واتركي أقلامك وامسكي مريول المطبخ ... أحرقي أوراقك البيضاء ... وعدي النقود ... ارضخي له الآن ليكون التابع لكي غداً

لم أتمكن من الكلام ولم تنطق شفتاي بعبارات الرفض والاحتجاج ... سوداوية وسلبية ما يفكرن به.... إن كان هذا هو تفكيرهن اخبرني يا قلمي ودلني يا ريشتي وأسألك يا أوراقي واستفسر منك بالله عليك يا كتابي ... أي منطق يتحدثن به ومن أي عصر هن رفيقاتي لست ممن يطالبن الرجال ولست ممن يطمحن في الزواج إن كان لي في نفسي منجم حب فهو حكر خيالي ولكن هل لما قلنه حقيقة أم من نسج إحباطات الحياة وان كن ينظرن لأخوننا الرجال بهذه السلبية فكيف هم بنضرتهم إلينا فلا شك إن لهم مثل ما لهن من نضرة سوداوية ومجحفة في حقهن ....أذاً لن اللوم الكون إن أصبح مقلوب رأس على عقب... خلقنا لنعبد ثم نعطف على بعضنا ثم نحب ونعطي من المحبة ما لا نهاية لها فللمحبة حد لا حدود له عرف الإنسان بقلبه وعقله فكيف غاص القلب في دوامة النكران لذاته وأين حكمة العقل في سيطرته على مشاعره وعواطف أصبحت تحت أتربة الزمن المستسلم لسلبيات الحياة ...

استفقن صديقاتي وأدركن عواطفكن قبل أن تذوي في مجهول وظلمات قد تضعن ولن تتمكن من الرجوع إلى ما كانت لكن الفرصة سانحة ... واستفيقوا إخواني إن كنتم لكم مثل ما لهن من سلبية وسوداوية ... وانظروا بمنظور وردي وصافي كصفاء المياه... وصدق كصدق الإيمان... ووضوح كوضوح الخالق .... خلقنا لنعبد ومن ثم نحب ومن ثم نعطي ..........