وقفت على نافذة غربتي ... رأيت جاري يعزف فثارت الأحلام ...رأيت صبي يدحرج كرة الآمال ... وبائع يفتح دكانه الحياة ... وأم تجر عربة طفلها للمستقبل القريب البعيد ... وعجوز تسقي زهرات حديقة الجيران ... وطفلة تقفز على حبل الوصال ... ورجل بقراء كتاب الزمان ... وجارا تنشر غسيل الذنوب ... وموسيقى حزينة تنبع من النافذة المجاورة ... وعلى شرفة قريبة كان هناك رسام يرس الأحداث ... بالقرب منه وقفت سيارة الموتى فراغه من النعوش نزل منها رجل لدكان الزهور ليشتري باقة لحبيبته ... وعلى كرسي مجاور كان متشرد يأكل ما أستطاع الحصول عليه من طعام ويطعم حمامات السلام .. و بالقرب من نافذتي رجل غامض يحمل جريدة قد فرغ من قرأتها متأمل ما جاء فيها ... جاءت صبية جميلة صارخة المفاتن على الرصيف المقابل تعلن قبح جمالها وشذوذ أفكارها ... وعلى الناصية كان أبشع الصور لفتاً لم أتمكن من فهم ملامحه وقد غطته القلائد والحلق على لسانه وانفه .. بجواره قطة تتسلل بفضولها لتصل إلى نافذتي و تشاركني الفضول .... و أنهكنا العالم المليء بتناقضاته و قصوته وفجوره وحب الذات والأنانية وتهالك الضعفاء ومذلة الأقوياء وكلُ له شأن ولا شان له بالأخر عالم لم استطع فهمه ولم افهم فضولي أنا وتلك القطة ماتت من شدة فضولها وخسرت نفسي ولن أتمكن من لملمتها لأعود بها إلى ارض المحبة والحب والصداقة الإيمان الصادق ... ويح كل من أردا أن يغترب فسيقتل روحه قبل جسده
اروع الأصوات ...محمود الشحات انور
-
محمود الشحات أنور
http://shortadd.com/FyxW
صوت خيالي
قبل 6 أعوام