20‏/11‏/2010

اللحظات الاخيرة



هي اللحظة الأخيرة .. دخلت البيت بعد اخرج أبي سيارته من الكراج ويستأنف السفر هو وأمي وأخي ...
وإذ بشيء ما يستوقفني وكأني سمعت صوتاُ من داخل أعماقي يحثني على العودة إلى أدراجي
وعدت مسرعة على حيث كانت سيارة أبي تستعد للانطلاق .. ونظرت إليه كانت هي أخر لحظة وأخر نظرة وأخر ابتسامة وأخر دمعة ... وقفت مشدوها مصدومة من ويل ذالك المنظر حيث رأيت أخي ينظر إلي وقد كان كأنه يبحث عني وقد أسعده أنه رآني قبل رحيله إلى رحلته
الأخيرة ... رحلا ذهاب بلا عودة ..
ولوح لي بيده وابتسامة ملؤها الألم والحزن يملأ شفتيه الشاحبة وقد غير لونها المرض ..
كان يودعني في لحظاته الأخيرة وكائنه أرادا أن يملي عينيه من صورتي ليتذكره في مشوار حياته الأخير..
لم انس ذاك الموقف ولن أنساه .. اعترتني مشاعر متناقضة ما بين الألم والفرح ... ألامني ما رأيته من حزنه وأوجاعه وشحوب وجهه من أثار المرض الذي أنهكه وخارت جميع قواه ..

ومع ذلك جاهد حتى تمكن من الابتسام وطبع تلك الابتسامة الحزينة في قلبي ليترك لي ذكراها
أسعدتني ابتسامته و ألامني فراقه .. نعم أدرك قلبي انه الفراق لا محالا ..
أنها لحظاته الأخيرة في هذه الدنيا البائسة ..
قادا أبي سيارته وتلاشت رويداُ وأنا واقفة مكاني اعجز عن الحراك ولم أتمكن حتى من طرف عيني ... انسابت مني دمعة يتيمة من عيوني وشق الألم دربه داخل صدري .. وتاهت روحي تبحث عن جسدي الذي تجمد منذ حينها حتى جاءني ذاك النبأ
..
نبأ وفات أخي ....... نظرت إلى أبي وأمي وأخوتي وعجزت عن البكاء وجلست مكاني وتوقفت عين عن ذرف الدموع وشعرت بفراغ رهيب شلت يداي وفقت روحي وكرهت جسدي وألححت على ذاكرتي لتتذكر تلك اللحظة ..
لحظة كان وداعنا تجمعت تلك الصورة في ذاكرتي واسترجعتها بكل قيواي، تذكرت تلك الدمعة ولابتسامة والألم .. ويده التي طبعة بصمته على نفاذة السيارة لتضع بدوره في فؤادي بصمت الحزين الألم ... ألم لن يتوقف إلا بموتي