19‏/11‏/2010

حفل راقص



 دعوك نفسي لحضور حفل في وسط المدينة ... أنا لا أدعوك للرقص ..ولكن ان رغبت في الرقص فأرقصي
أرجو ان لا تلوميني ان لم امنعك .. دعوتي لك لم تكن للرقص .. بل دعوتك للتامل ... تامل بعيد كل البعد
عن الهدوء والسكون .. بل هو عالم صاخب حي ميت ... عالم من الصعب ان نفهمه رغم انه واضح كوضوح الشمس
في منتصف النهار ... أرقصي ولا تندمي لأنك إن ندمتي فلن تجديني ... سأكون قد رحلت بعيداً حينها ... وستكونين ووحدك في ذاك الصخب .. وإن أردت التامل فلا بأس في بعض التأمل علنا أنا وانت نستخلص من ذاك الصخب حقيقة تلك المدينة وسكانها الذي يبدونا مجرد أرواح هائمة لا يجيدون سوى الرقص الهستيري والهلوسات الغير مفهومة . ويطقنون اختيار الامكنة المزرحمة... كما لو كانو يتعمدون ألى تعذيب انفسهم وبسقطونا في حفر مليئا بالاشواك والاوساخ والروائح الكريها تلك الحفر التي يسمونها ، الحياة الغنية .. والرفاهية والراقية .. إنها حياة قد تتقززين منها انهم يركضون بكل سرعتهم وقد يتعثر بعضهم ببعض ويصاب البعض بخيبات الامل والرجاء ... كل هذا لأنهم اختارو الرقص وفضلوه عن التأمل ... صديقتي اختاري ولا تحتاري فأن أردتي مشورتي .. أدعوك للتامل .. فنضري وتامل البحر والطبيعة والحياة والخلق والخالق ... ودعك من عالم الاموات انهم اموات الدنيا والاخرة .....
تأملي وتالمي وتمني علا هذا العالم يصحو ويستيقض من غفلته .. فولي لي نفسي كيف السبيل ؟.. كيف نتمكن انا وأنت ان نوقف هذا الصخب وهذا الضجيج ؟.. كيف نجعل من هؤلاء البشر ان يتذكرو بشريتهم وانسانيتهم ودينهم ؟... كيف نتمكن من هزهم وايقاضهم من غفلتهم ؟ كيف نتمكن من ان نسلك الطريق بين هؤولاء الجموع المتهسترة دون ان نتأذا او نصبح امثالهم ... كيف السبيل ان نحافض على ديننا والمحبة داخل انفسنا دون ان نأذيها ونحافظ عليها ونهديها لكل المحيطين بينا دون أن نخشا عليها من ايديهم التي قد تدنسها؟ ... كيف نهدي محبتنا ...
؟؟؟