19‏/11‏/2010

الضيف العزيز



في مساء صيفي عليل وفي حديقة بيتي كنت اجلس أتنسم عليل الليل وكانت نفسي يغمرها هدوء وأمان كنت مسترخية على كرسي الحديقة تغمرني سعادة وعاطفة قوية كعاشقة في حضور حبيبها ،،لن أكذب إني كنت بالفعل بحضوره كان حبيب بين يدي ينتظرني لأعود من سفري عبر تأملاتي ..
ناداني قلبي .. وصرخ بي عقلي .. ذكراني كلاهما .. بصديقي الذي بين يدي .. وعدت أليه بعد طول ترحالي لؤليه اهتمامي ونكمل ما دار بيننا من حديث كنت أنا التي استقطعته للحظة تأمل
وعدت إليه .. كان مزال بين يدي انه كتاب حبيب .. جبران خليل جبران .. وعدت إليه لنكمل حديثنا ...
قال لي جبران :
عندما لا تجد الحياة مغنياً يتغنى بقلبها ... تلد فيلسوفاً يتكلم بعقلها ..
قلت لجبران :
ن ضاق الفيلسوف من عقل الحياة وأرد أن يستمع إلى أغنية من مغني الحياة ؟؟
قال لي جبران :
الحقيقي فينا صامت .. والاكتسابي ثرثار
قلت لجبران :
ماذا لو اختلط الصامت بالثرثار ؟؟
قال لي جبران :
إذا قال الشتاء أن الربيع في قلبي ، فمن ذا الذي يصدق الشتاء ؟؟
قلت لجبران :
ما لبثت إلا أن انتظر الشتاء لأني في شوق للمس قلبه المزهر ..
قال لي جبران :
ما أنبل القلب الحزين الذي لا يمنعه حزنه من أن ينشد أغنية .. مع القلوب الفرحة ..
قلت لجبران :
إذا ينال قلبي شرف النبل ..
قال لي جبران :
سأمشي مع جميع الماشين ، لا ولن أقف بلا حراك لأراقب موكب العابرين .
قلت لجبران :
لقد عبروا بي المارين وتلاشوا بعد ما أن داستني أقدامهم ..
قال لي جبران :
كثيراً ما نغنى لأولادنا لننام نحن ..
قلت لجبران :
قد نما وعندما استيقظنا وجدانهم قد كبر ..

شعرت بيد تهزني لتقضني وتذكرني بعالم الحياة والموت وقالت لي أمي : إن لم تكون تأهةً مع الليل ونسيمه لا تدعي جبران يأخذ ما تبقى من روحك وقومي فالليل قد انتصف ورطوبته قد تضر بأحلامك ،..