16‏/11‏/2010

صراع الجبابرة




أجتمع ملكين طاغيين جبارين عاشا منذ عصور وقرون ولزالا حتى يومنا هذا يعيشا يترصدا بكل حزم للانسان ...
الملك الاول عرف بجبروته وغطرسته وتكبره وطاغوته بل اكثر ما اشتهر بها هو كثرة شرورة ، واينما حل كان الشر يحل ويبيد ويستبد ، له قوة غريبة في بث الشر حيث ما كان وما شاء ، لم تعرف الرحمة نفسه منذ خلق ، ولد على يد الشيطان ولن يموت حتى يبيد الانسان بشروره وسطوته ... انه الشر ولد مع ولادة الأنسان والشيطان ... اما باقي المخلوقات قد يعترض لها ويدمرها ولكن لا يغزو نفوسها كمى يفعل ببني ادم ،،،
اما الملك الثاني فهو الخير نقيد الشر فيه سماحة وطيبة معشر مسالم ولا ينتهز الفرص ، قدراته تفوق مال يتمكن من معرفتها كل البشر ينثر السعادة في كل مكان ومحل .. له فسحة كبيرة تكفي حتى للخارجين عن قانون الشر .. صبور على المحن ، رفيق دروبنا منذ الازل له تواجد يريح القلوب المنهكا من ويلات الشر ، قائم بأعمال النضافة لما يخلفه سيد الشر ... لا يكل ولا يمل لا يياس من ان ينثرعبق خيره وزهوره ليعم السلام ونشعر بالامان ...
ذات يوم اجتمعا كلاهما في اجتماعهم الاعتيادي الذي يقام مرة كل بضعة قرون وتباحثا في امور الخير والشر ... ومن له السطوة ومن يتنازل عن سطوته ...
قال الشر للخير ... وكان اعترفاً صريح منه فاجاء به وقار الخير ،
قال: له انه سأم اعماله ونال منه الاجهاد والتعب ، وتقلقه قوته لم يجد لها حل ليحد ويوقف سطوتها فقوته تزداد مع ازدياد الشر وكلما غلبته قوة الخير ازدادت قوته ، وكأنه يتغذا من انتصارات الخير وفوزه الدائم على قوت الشر ، وكل ما هزمه الخير يزداد حجم الشر ويكثر اتباعه ويعم الفاسد في جميع ارجاء العالم ،
هذاما صرح به ملك الشر وقال انه سأم هذه القوة وتعب من نفاق من اتبعوه وتألمه كل ذكريات تجبره وتكبره ، واخبر ملك الشر ، وقار الخير انه يحلم بلحضات صمت وهدؤ والخروج من قصور الطاغوت والعيش في حدائق كالتي يصنعها ملك الخير ، وطلب ملك الشر من نضيره ملك الخير ان يتبادلا الأماكن والادوار لينعم ولو لبعض السعات بهدؤ وسكينه تناشده نفسه بها ...
ولطيبة ملك الخير اشفق على ملك الشر ووافق دون تردد بعد ان انطلت عليه حيلة ملك الشر وتجسد الشر في كيان الخير واصبحت قوته اكثر تجبراً وسطوة واوقع الخير في حبائله وحيلة الخبيثة ، ضعفت قوة ملك الخير وانهارت دفاعاته وخر والخيبة تملئه وفي نفسه حصرة وخوف على من اتبعه وكان لخوفه وهمومة ما يشبه ثقل الجبال ...
وهكذا تمكن ملك الشر من هزم الخير، وتبادل العالم وكثر الشر في ارجائه ، عمت الحروب العالمية الثالثة ... الرابعة ... الخامسة ... شرب مصاصو الدماء دماء اخوانهم شاربي المياه ... عمت السرقات وكثر القتل المباح وبدأت الفواحش والمحرمات تطغو دون خجل ، خارت و ضعفت قوة من تسلح بسلاح الخير ، عم الفساد وانتشرت الاوساخ والقمامة ... وانهار الجمال امام القبح ، سفرت النساء ... وتبدل جنس الرجال ...استبيح هتك العرض .. ضاعت الطفولة وتبدلت برأتهم ... قصر عمر الكهولة .. وبنيت القلاع والقصور بعضام الفقراء ، سكت الحق وقطع لسان الحقيقة ...وفقدت ذاكرة الخيريين ، ومزقت الكتب السماوية وابيح كل المحرمات ، خرج الجميع في الشورع وضاع الامان من البيوت ومزقت اثواب النساء ولبس الرجال حرير النساء ، توقف الزوجان عن الاخلاص ، وماتت الغيرة في قلوب الرجال طرد الاباء من بيوتهم ، وفتحت بيوتهم لمخدرات ابنائهم ، جف حليب الامهات ، وحل محله الخمر في فناني الرضاعة .. ماتت الزهور، وكبرت الاشواك وانتحر اللون الاخضر وعم اللون الاحمر وساد اللون الاسود وضاع اللون الابيض وقهر اللون الزهري ،،، واستراح ملك الشر على عرش الخير ولبس ثوب الغرور والتبجح وقلد وسام الانتصار ونياشين ملونة بلون الدماء ملات ضكاته القبيحة سمع المقهورين ...
صرخت وانتفضت ووقفت ثم ركضت وفتحت حنافية الحمام ووضعت راسي تحت المياه الباردة المنسابة من الحنفية وفي حلقى صرخة تلو الصرخة واستعذت الشيطان وسألت الله الاستغاثة .. ثم بكيت واشهشت البكاء اكان كابوس اوحقيقة ستحدث ذات يوم أوهذا انذار ام ليس سوى حلم ازعج مأقيا وانتهك راحت نومي .. جأتني امي وقرات القرأن ووضعت يدها على يداي المرتعشة وطمأنتي وقالت ما رأيته ليس سوى ضميرك اليقض الذي يريدك للخير ومع الخير دائمة المسير وللخير تعطي
وتثابرين ... مارأيته بشرة و تباشير خير فلا تقلقي ونامي لأنكي ستستيقضين بأفضل حال ودعي عنك خوفاً لا يعنيك منه شئ فاماماك
غداً للخير وبالخير وفي الخير تحيينه انت وكل من تحبين